الذئب 

غرفة بها أثاث قديم ونجد رجل عجوز متهالك يجلس على اريكه ث
وهو يستند على عكازة ويمصمص شفتاه فى تأفف ويقول وهو يبدو انه يحادث شخص آخر

: جاتكوا نيله على ايامكوا السودا ما فيش فايده فيكم ........
كان الواحد مننا زمان طول بعرض يضرب الجل فى شعره ويمشى يتأنزح
وكنت اخبط علبة الكانز على بوء واحد (يمصمص شفتاه(
وفجأة يقطع كلامه صوت متقطع يأتى من ناحية الشرفة المفتوحة
مااااااااااااااشية ومرتاااااااااااااااحه
يا ماشيه ومرتاحه......... فتتغير ملامح العجوز من لا مبالاه إلى اهتمام 
ويشرد ببصرة تجاه الشرفة قائلا فى تهكم : حتى معاكستكم زى الزفت 
ده أسلوب بيئة ........ فين زمان لما كنا نقول يا قمر .... يا عسل
الصوت يأتي تلك المرة أعلى من المرات الأخرى وكله إصرار ....
ماشيه ومرتاحه فيحاول العجوز النهوض بكل ما يملك من قوة مستندا على عكازة ليرى الفتاة التي  تتم معاكستها قائلا : بس تلاقيها بنت تستاهل المعاكسه اما الحق لى بصه قبل السر الألهى ما يطلع  .........
يسير ببطئ للشرفة وهو يخرج نظارته الطبيه السميكه من جيبه ويضعها على وجهه بيد مرتعشة وباليد الأخرى يضع سماعة الأذن وهو يتخيل جمال تلك الفتاة ويتحامل على نفسه ويمد رقبته خارج الشرفه ليبصر رجلا يسير وحيدا فى الشارع و هو يحمل ادوات بلاستيكية ويغمغم العجوز فى حسرة وهو يتلفت يمينا ويسارا 

ويهتف فى أسى :امال فين المزه .......

وفجأة يجد الرجل الذى يحمل الأدوات البلاستيكية يهتف : مقشـــــــــــــــــــــه ومساحـــــــــــــــــــــــــه
ـ

ـ

مقشـــــــــــــــــــــه ومساحـــــــــــــــــــــــــه
فيمصمص العجوز شفتيه قائلا فى تأفف: جاتكوا نيله فى ايامكوا ... اتفوووووو

                                                تمت