ارض الأهوال
الحلقة الأولى ...
من
بعيد كانا يبدوان كنقطتين غير واضحتين للعين المجردة ولكن لو دققنا النظر أو
استخدمنا عدسات مكبرة لاتضحت لنا معالم هاتين النقطتين . . . . . . .
انهما (نم نم) و ( نمنمه ) النملتان
الصغيرتان . . . مهلا وما الجديد فكل النمل حجمه صغير أما هاتان النملتان فكانتا
أصغر من اللازم بل كانا أصغر النمل الموجود فى المستعمرة حجمًا وسنًا . نعم فالنمل يعيش فى مستعمرة ويعمل بداخلها كل أعضاؤها
فى تخزين الطعام والغلال والحبوب وكل ما يلزم المستعمرة ويستغرقهم هذا طوال فصل
الصيف ليقتاتوا به طوال فصل الشتاء وشهوره الطويلة الباردة المليئة بالعواصف
والأمطار داخل تلك الغابة ولكن ترى ماذا جعل ( نم نم ونمنة ) بالرغم من صغرهما
يخرجان من المستعمرة ولنعرف ماذا يحدث فلنقترب قليلا ولنحترس كيلا ندهسهما بأقدامنا بدون أن نشعر . . . .
نمنمة : يكفى هذا يا
( نم نم ) فلنعد للمستعمرة قبل أن يشعروا بغيابنا وتغرب الشمس ونضيع فى هذه الغابة
الكبيرة أنى أحس بالخوف والجوع و . . .
نم نم : كفاك جبن وليكن قلبك جرئ مثلى لقد مللت البقاء فى
المستعمرة أنهم لا يسمحون لنا بالخروج بحجة أننا ما زلنا صغارا ولا نستطيع التصرف
أن واجهتنا مصاعب . . واليوم هو الأخير قبل أن تغلق المستعمرة أبوابها طوال
فصل الشتاء القارص ونظل أسرى جدرانها طيلة شهوره دعينا الآن نستمتع بالهواء الطلق
هيا . . .
نمنمة : لكن يا ( نم
نم ) نحن لم نستأذن من أحد قبل الخروج كما إننا ابتعدنا عن المستعمرة وأخشى أن
تقابلنا أيه أخطار فأنت
تعرف أن أعدائنا كثيرون .
نم نم : لا تخشى
شيئًا يا أختى الصغيرة وإن كنت تخشين من العناكب فنحن صغار وحجمنا لا يغرى اى
عنكبوت على ملاحقتنا وحتى آكل النمل المدرع الذى طالما حذرونا منه فى المستعمرة لن
يلاحظنا . . . وحتى إن تعرض لك أى فرد من مستعمرة النمل الأسود فسوف أنال منه قبل
أن يمسك بسوء فلا تقلقى يا ( نمنمة ) .
نمنمة : حسنا يا أخى
العزيز ولكن دعنا لا نبتعد أكثر من ذلك .
نم نم : يا صغيرتى
دعينا الآن نتذوق تلك الثمار الطازجة التى وقعت من تلك الشجرة لقد مللت الطعام
المخزن الذى طالما أكلنا منه . . . أممم لذيذ جدًا تذوقى .
نمنمة : أمممم فعلا
أن طعمه أفضل كثيرًا من طعامنا المخزن الموجود فى مستعمرتنا .
نم نم : ألم أقل لك
ذلك يا (نمنمة) آآآآآه لو تركو لى أمر شئون المستعمرة بدلاً من تلك الملكة
ومستشاريها الذين لا يتسمون بالجرأة أو الإقدام لو كان الأمر بيدى لفتحت أبواب
المستعمرة طوال العام وأطعمتها غذاء طازج كل يوم بدلاً من ذلك الطعام المخزن الذى
نقتات منه طوال الشتاء وأخذ ينشد :
هــا هــا هــا
أنا ( نم نم ) الخطير
أبو
مــخ عبقــرى وذكاء مالوش نظير
لو بس ياخـدو رأيى يبقوا فى خير كتير
والله تنفع يا ( نم نم ) وزير لأ لأ أمير
ويبقى كلامـك مسـموع على الصغير
والكبير
نمنمة
: فـوق يا أخى واصحى لحسن احلامـك تطـير
يا خوفى يا ( نم نم ) آخرك يا دوب تبقى
خفير
نم نم : ها ها
ها ها ها ها
نمنمة : ولكن يا ( نم
نم ) انت تعرف أننا لا نقدر على الخروج من المستعمرة فى فصل الشتاء لأننا لانقدر
على برودة الجو أو تحمل قطرات المطر التى تهلكنا أو القوارض التى تطمع فى
مستعمرتنا والتهامنا و . . .
نم نم : كل هذا هراء
وكلام لا يحتوى على اية شجاعة فنحن نقدر على مواجهة أى خطر فقط لو استمعوا لرأيى
أنا وجعلوا مستشار للحكم ورئيس للـ.. ما هذا الشىء الذى يقترب من خلفك يا
( نمنمة
) اليس هذا عنكبوت أسود يا ألهى آآآآآآآآآآآآه . . . النجدة أجرى يا ( نمنمة ) . .
. وانطلقت (نمنمة) بكل رعب وهى تسابق الريح مما أدى لتعثرها وتدحرجها على الأرض وهى
خائفة تبكى ولكنها التفتت لتجد (نم نم) قد وقع على الأرض وهو يضحك ويشير إلى
(نمنمة) ويقول لها لقد خدعتك ولم يكن هناك أى عنكبوت . . . آه لو كنت قد رأيت كيف
وقعت على الأرض وأنت تتدحرجين ها ها ها .
نمنمة : يا لك من وغد
جعلتنى أموت رعبًا وأنت تضحك على رؤيتى على هذا الوضع . . أنك لست طبيعيًا يا ( نم
نم ) أنا غاضبة منك . . . أهىء أهىء سأنتقم منك قالتها (نمنمة) وهى تجهش فى البكاء
.
نم نم : ها ها ها لم
أقصد أن أخيفك . كل قصدى أن أؤكد لك أنه ليس هناك أية أخطار علينا .
نمنمة : ولكن فى
المستعمرة قد أكدوا علينا أنه يوجد أخطار من حولنا فى الغابة وأنه لابد وأن نسير
فى جماعات لنحمى بعضنا بعض منها
و.. ما هذا الشىء يا ( نم نم ) الذى يتحرك
باتجاهنا . . . قالتها (نمنمة) وهى تجرى ملتاعة .
نم نم : ها ها ها أنك
تريدين أن تردى لى الخدعة التى أوقعتك فيها لن تنطلي على بمثل هذه السهولة ولكن (نم نم) تبادر
لمسامعه بالفعل حركة تحدث من خلفة وكذلك فأن أخته ظلت تجرى بدون توقف مما جعله
يلتفت بسرعة فرأى عنكبوت أسود مرعب الشكل يقترب منه بسرعة انخلع لها قلب (نم نم) وتسمر مكانه ولم يفق إلا
على صوت (نمنمة) وهى تصيح به : لا تقف يا (نم نم) أجرى انج بحياتك .
يتبع ......